وجد زوّار معرض قطر للإستدامة من الأطفال والناشئة الكثير مما يأسر مخيّلتهم مع العديد من الفعاليّات الخاصة التي أعدّها المنظّمون خصّيصاً لتحاكي إهتمامات هذه الفئة العمرية، حيث يحفل برنامج المعرض بالعديد من ورش العمل والعروض الموجّهة لهم، إضافة إلى منطقة الأطفال المخصّصة لمن تتراوح أعمارهم بين 7 و 12 سنة، والتي تحتضن روّادها يومياً بين الساعة الرابعة عصراً والتاسعة مساءً، مفسحة المجال أمام الأطفال للتفاعل والتعلّم بأسلوب جذّاب وممتع من خلال التعرّف إلى الحقائق العلمية، وإجراء بعض التجارب بإشراف عالمين بريطانيين قدما إلى الدوحة خصّصياً لهذا الغرض.
ويقول جايمس سوبر، أحد هذين العالمين أنّ "هدفهم هو تمرير العلم إلى الأطفال بشكل مسلٍّ ومشوّق في آن". وقد إستقطب العرض الذي يقدّمه سوبر يومياً في مجال "علوم المياه" إهتمام الأطفال والبالغين على حد سواء. ويعتبر العالم البريطاني أنّه "إذا كان في الإمكان حثّ الأطفال على التفكير في الحقائق العلمية التي تحرّك الأشياء وتحكمها فيما هم يقضون وقتاً ممتعاً، فإننا نكون قد أنجزنا مهمّتنا."
بدوره يقوم زميله إيان بتقديم ورش عمل يوميّة تعلّم الأطفال كيف يبنون روبوتاً يعمل بالطاقة الشمسيّة من مواد معاد تدويرها في غضون نصف ساعة. ويصف إيان التجربة بالمذهلة، "إذ أنّه من الممتع أن ترى كيف يمكن لمشروع بسيط كهذا أن يشكّل فهم الطفل للطاقة الشمسية بطريقة لا يمكن لأي كتاب مدرسي أن يفعلها."
كذلك شكّل عرض "الواقع المدمج" أحد الوجهات المفضّلة لدى الأطفال في المعرض، حيث يتيح لهم هذا النشاط أن يشاهدوا ويتفاعلوا مع صور طيفية للحيوانات المجهولة في قطر، ومنها المها العربي، والصقور، وقطط الرمال، وغيرها. ويعبّر أحمد البالغ من العمر 11 عاماً عن حماسته الشديدة للتجربة، فيقول: "لقد مددت يدي إلى الأمام فقام الصقر الإفتراضي بالدوران حولها، ومن ثم حط عليها، هذا رائع." ويزور أحمد المعرض برفقة زملائه في المدرسة من ضمن الجولات التي تنظمها مختلف المدارس في قطر لطلابها في المعرض.
وتدعو مديرة المعرض في الشركة الدولية للمعارض – قطر (IFP Qatar)، نيكول لابورت، جميع المدارس وأولياء الأمور إلى إصطحاب أطفالهم إلى معرض قطر للإستدامة من أجل عيش تجربة التفاعل البيئي غير المسبوقة التي يوفّرها لهم الحدث. وتعرب لابورت عن إستعداد المنظّمين لإعداد ورش عمل خاصة، أو أي شكل آخر من الفعاليّات بناء على الطلب.
ومن من الأطفال لا يحب السيارات. فقد إصطفّت في المعرض سيارتان خطفتا أبصار زوّاره الصغار، إحداهما هي سيارة دفع رباعي هجينة صمّمتها وهندستها المنظمة الخليجية للبحوث والتطوير (GORD)، والثانية هي سيارة رياضية تعمل بالطاقة الشمسيّة وتدعى "تيسلا رودستر".
وإلى جانب العروض التفاعلية، حضرت الموسيقى حيث قامت فرقة "دوحة دريمرز" بتنظيم عرض موسيقي قدّمه موهوبون صغار لا تتجاوز عمر أكبرهم الثامنة. كذلك حضرت في المعرض الحياة البرية من خلال مشاركة محميّة الوبرة بجناح خاص. ويشارك أيضاً في المعرض الفنان التايواني فينسنت هونغ الذي يوظّف فنه لتسليط الضوء على محنة الدبب القطبية، وحيوانات البطريق في القارة القطبية، وسلاحف جنوب المحيط الهادئ البحرية.
وبطبيعة الحال لم يغفل المعرض المعلمين وأولياء الأمور الذين يرافقون أولادهم إلى المعرض، حيث تقوم أوركتسرا قطر الفلهارمونية بتقديم عرضين يومياً بين الساعة السادسة والنصف، والثامنة والنصف مساءً، إضافة إلى البوفيه المفتوح الذي يقدّم أشهى الأطباق.
هذا ويستمر معرض قطر للإستدامة الذي تنظّمه الشركة الدولية للمعارض – قطر (IFP Qatar) تحت رعاية سعادة عبد الله بن حمد العطيّة، رئيس مؤتمر الأمم المتّحدة الثامن عشر حول التغيّر المناخي، وإشراف وزارة البيئة في دولة قطر في مركز الدوحة للمعارض، يستمر حتى السابع من ديسمبر.
ويتوقّع أن يستقطب الحدث آلاف الزوّار من الوفود المشاركة في المؤتمر، إضافة إلى الجمهور القطري من مختلف الفئات والأعمار. ويفتح المعرض أبوابه يومياً من الساعة الحادية عشرة صباحاً حتى الساعة التاسعة مساءً، وتتوفّر خدمات النقل بالحافلات لجميع أعضاء الوفود من أمكان إقامتهم إلى المعرض والمؤتمر.