أكد المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين وزير المياه والكهرباء، تزايد حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية من 25 مليار دولار عام 2004م إلى 239 مليار دولار عام 2013م، بنسبة نمو سنوية تقارب 25%، وأنه يتوقع أن يصل التبادل التجاري في هذا المجال بعد عشر سنوات إلى 600 مليار دولار سنوياً.
وبين الحصين أنه ليس غريباً أن تكون الطاقة عنصراً مهماً في التعاملات التجارية بين الجانبين، حيث بلغ معدل النمو السنوي لاستيراد جمهورية الصين من النفط العربي 12% خلال المدة من 2004م حتى 2013م، ووصل إلى 133 مليون طن في سنة 2013م، موضحا أن التقديرات تشير إلى أن جمهورية الصين تحتاج عام 2030م إلى 800 مليون طن من النفط، ستستورد منها 75%.
وكان الوزير الحصين يلقي كلمته أمس، خلال افتتاح الدورة الرابعة لمؤتمر التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة، والذي تحتضنه الرياض على مدى ثلاثة أيام.
وتابع الحصين أنه من المناسب ونحن نتحدث عن الطاقة المستدامة من أجل التنمية كما هو شعار المؤتمر الإشارة إلى إمكانات الوطن العربي الجيدة لتحقيق هذا الشعار، حيث تشير الإحصاءات الصادرة في التقرير السنوي لمنظمة الدول العربية المصدرة للبترول عام 2013م، إلى أن احتياطي الدول العربية من النفط في عام 2012م يشكل نحو 56% من الاحتياطي العالمي، واحتياطي الغاز الطبيعي يشكل نحو 28% من الإجمالي العالمي، وأن الدول العربية مجتمعة تنتج حوالي (ثلث) الإنتاج العالمي من النفط، إلى جانب أنها استأثرت بنسبة 18% من إجمالي الإنتاج العالمي من الغاز.
وبين أن النشرة الإحصائية لعام 2013م الصادرة عن الاتحاد العربي للكهرباء، تشير إلى أن مجموع القدرة المركبة لتوليد الكهرباء في الدول العربية تبلغ 234 جيجاوات، ومجموع الطاقة الكهربائية المنتجة في الدول العربية يبلغ 967 تيراوات في الساعة.
وقال الوزير إن المؤتمر يعقد اليوم من أجل تعزيز التنسيق وتبادل الخبرات بين المعنيين بالطاقة من الجانبين، واستعراض الفرص المتاحة في مجالات الطاقة، حيث يدرك الجميع أن الطاقة وتقنياتها وحسن استخدامها، هي أهم متطلبات التنمية في جميع بلدان العالم. وبدون توافر الطاقة وسهولة تأمينها من مصادرها المختلفة، لا يمكن لأمة أن تنهض وتتطور.
رونغ شياو
من جهته، أوضح تان رونغ شياو المراقب العام للهيئة الوطنية للطاقة الصينية رئيس الجانب الصيني في المؤتمر، أن الدول العربية تعد أهم مورد للنفط في الصين، مشيرا إلى أنه في عام 2013 بلغ إجمالي واردات الصين من النفط من الدول العربية 133 مليون طن، بإجمالي ما نسبته 47% من واردات الصين من النفط.
وأضاف رونغ شياو أن الصين استطاعت أن تمتلك تقنية متطورة وكبيرة في مجالات الطاقة النووية والكهرومائية والشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة، مفيداً أن ما تتنتجه الصين حاليا من الطاقة الكهرومائية يبلغ 297 مليون كيلو واط في المرتبة الأولى عالميا، بينما يمثل إجمالي ما تنتجه من خلايا الطاقة الشمسية ما نسبته 60% من الإنتاج العالمي، بإجمالي سعة قدرها 23 مليون كيلو واط، وزادت في عام 2013 بمقدار 13 مليون كيلو واط، لتصبح أكبر قاعدة لتصنيع واستخدام خلايا الطاقة الشمسية.
صالح العواجي
من جانبه، أوضح الدكتور صالح العواجي وكيل وزارة المياه والكهرباء، أن ما يؤكد أهمية المؤتمر هي الاحتياجات المتزايدة في الطلب العالمي على الطاقة بشتى أشكالها، خاصة الكهرباء التي ينمو الطلب عليها في الدول العربية وجهورية الصين الشعبية بمعدلات عالية تدعو لتعزيز وتحسين كفاءة انتاجها باستخدام مصادر الطاقة المختلفة التلقيدية والمتجددة، كما تدعو الى حسن وكفاءة استخدامها لتقليل تكاليفها.
وأضاف العواجي أن ذلك يعني الحاجة إلى مزيد من الاستثمارات المالية، ووجود فرص مجدية للتوسع في بناء شراكات بين الجانبين لتعزيز القدرات التقنية، وتبادل الخبرات، والدخول في شراكات تجارية وصناعية لتنفيذ الكثير من المشروعات العملاقة المطلوبة لتنمية قطاع الطاقة بشتى أشكالها.