تعاني السياحة في العراق مشاكل ومعوقات كثيرة، اهمها عدم الترويج لها وعدم وجود خطة حكومية واضحة لتفعيلها، على الرغم من كونها تمثل مورداً مهماً للخزينة العراقية في حال استثمارها سواء على المستوى الداخلي أو تفويج الزوار الاجانب من مختلف دول العالم.
وتؤكد هيئة السياحة العراقية توجهها الى تنشيط السياحة الداخلية التي تشير الى أنها تشكل في بعض البلدان نحو 80% من ايراداتها السنوية كاشفة عن وجود 850 شركة سياحة تعمل في البلاد، في حين تقترح شركات سياحة "اعطاء حقوق حصرية للشركات العراقية لنقل الزوار الاجانب الى داخل العراق مقابل فرض رسوم تصل قيمتها الى 800 مليون دولار."
ويقول رئيس هيئة السياحة العراقية محمد الزبيدي، إن "الهيئة تسعى لتنشيط السياحة الداخلية بين محافظات الوسط والجنوب وإقليم كردستان، بما في ذلك مناطق الأهوار"، مشيراً إلى أن "السياحة الداخلية تشكل في بعض البلدان 80 بالمئة من وارداتها السنوية، ويمكن أن تحقق موارد كبيرة للخزينة العراقية".
وأضاف الزبيدي أن "الهيئة تنسق مع المحافظات ووزارة التربية لتفعيل السفرات المدرسية"، لافتاً إلى أن هنالك "600 شركة سياحة في العراق و250 أخرى في إقليم كردستان".
من جانبه ، يقول النائب طه الدفاعي، إن "السياحة الداخلية معطلة في العراق، ومن واجب هيئة السياحة تنشيطها خاصة في ظل الأزمة المالية الحالية".
ويطالب الدفاعي هيئة السياحة بضرورة "إعداد دليل سياحي يبرز المعالم السياحية في الوسط والجنوب وتشجيع المواطنين على زيارتها فضلاً عن دعم الشركات المختصة لوضع برامج منظمة بهذا الشأن".
لكن مدير شركة (بركات الكوثر للسفر والسياحة) كرار الجبوري يعزو ضعف السياحة الداخلية إلى "عدم التثقيف بشأن الأماكن الاثرية والدينية في العراق وعدم رعاية الحكومة لمثل تلك الخطوات وإهمالها شركات السياحة المحلية".
ويدعو الجبوري الحكومة إلى "تأهيل المعالم الاثرية والدينية وتشييد البنى التحتية وترويج الإعلانات عنها لتستقطب السياّح المحليين وتنشط حركة السياحة الداخلية في البلد"، مبيناً أن "بعض الشركات تعد برامج سياحية للأهوار والمناطق الاثرية لكن الإقبال عليها ضعيف من قبل المواطنين".
بدوره ، دعا المدير المفوض لشركة (أحلى الرواسي) محمد كريم، إلى "الاهتمام بالأهوار التي يمكن أن تصبح كمدينة البندقية وتستقطب ملايين السياح سنوياً"، مؤكداً أن "الكثير من المناطق السياحية الاخرى مهملة كبحيرة الرزازة في محافظة كربلاء وقطارة الإمام علي وأماكن أخرى في شمال العراق". واقترح كريم ضرورة "حث الجامعات والمدارس على القيام بسفرات إلى الأهوار عن طريق شركات السياحة المحلية"، محملاً هيئة السياحة والشركات المعنية "مسؤولية عدم تنشيط السياحة الداخلية، ما يقتضي تعاونهم لوضع برامج مشتركة توزع على الشركات لتنشيط هذا القطاع المهم والحيوي".
منح حقوق حصرية
ودعا المدير المفوض لشركة (أحلى الرواسي) إلى "منح شركات السياحة العراقية حقوقاً حصرية لنقل الزوار الوافدين من خارج البلد خلال الزيارات المليونية مقابل فرض رسوم عليها لتأمين موارد تقارب الـ800 مليون دولار للحكومة"، عاداً أن "الأمر لا يرتبط بهيئة السياحة إنما بقرار من مجلس الوزراء يعطي صلاحيات أكثر للهيئة وتشكيل لجنة لدراسة هذا المقترح وتفعيله".
وكانت هيئة السياحة أعلنت ،في (العاشر من نيسان 2016 الحالي)، عزم شركات عراقية عقد مؤتمر دولي للنهوض بالقطاع السياحي العراقي ونقله للعالمية لتعظيم موارد البلد ، وفي حين أكدت تواصل الجهود لتفعيل ملف الحجيج المسيحيين بالتنسيق مع الفاتيكان، توقعت بدء توافدهم لزيارة بيت النبي إبراهيم الخليل ومدينة أور التاريخية خلال عام.
وكانت العاصمة بغداد شهدت، الخميس(7نيسان2016)، انطلاق فعاليات ملتقى السياحة الأول في العراق برعاية مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون وشركة المسل للسياحة والسفر، فيما تشارك في الملتقى الذي سيستمر لمدة يومين 25 شركة محلية وعربية وأجنبية.
وكانت هيئة السياحة العراقية شككت ،في (الـ17 من شباط 2016)، من وجود عقبات تحول دون الاستفادة من مواقع عدة في بغداد وباقي المحافظات، وفي حين أكدت أن أبرزها تتعلق بسند الملكية، رجحت تمكنها من تذليلها خلال العام 2016 الحالي، تمهيداً لتطويرها أو إحالتها للاستثمار.
يذكر أن العراق يزخر بالأماكن الاثارية والسياحية لكن "الإهمال والفساد والتخلف"، وتداعيات الأوضاع الأمنية، تحول دون الاستفادة منها بنحو صحيح.