كشفت المنظمة الخليجية للبحث والتطوير خلال مؤتمر الأمم المتحدة الـ18 للدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية حول التغير المناخي (COP18) عن سيارة مهجنة مبتكرة ينخفض مستوى الانبعاثات الكربونية الصادرة منها بأكثر من 50 في المائة، وتقلل من استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 20 في المائة.
وقال الدكتور يوسف الحر رئيس مجلس إدارة المنظمة خلال مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر المؤتمر: إن نتائج الاختبارات الأولية أكدت انخفاض مستوى استهلاك الوقود وكذلك الانبعاثات، فيما لا يزال العمل متواصلاً لتحسين التصميم من أجل زيادة تحسين استهلاك الوقود. وأوضح أن النظام المبتكر مرن ويمكن تركيبه على جميع أنواع السيارات سواء الجديد منها أو القديم وهو في الوقت نفسه لا يؤثر على المنظومة الميكانيكية أو الكهربائية بالسيارة، ويمكن استخدامه مع المحركات الموجودة حالياً التي تعمل بالبنزين أو الغاز الطبيعي المضغوط.
وردا على سؤال بشأن الفرق بينه وبين أنظمة مشابهة موجودة في العالم حاليا أشار إلى أنه يتميز بأنه يولد الهيدروجين من الماء العادي دون الحاجة إلى غاز منفصل فيما تتم عملية الفصل من خلال توليد طاقة كانت مهدرة في الأساس. وأضاف الدكتور الحر أن النظام الجديد يجري حاليا تسجيل براءة اختراعه في كل دول العالم وتأتي أهميته من كون قطاع النقل العالمي مسؤولا عن حوالي 13 في المائة من الانبعاثات الضارة بالبيئة. وفيما يتعلق بتسويق المنتج أوضح أن مفاوضات تجري مع أكثر من شركة للتصنيع التكنولوجي حول العالم لتبني هذا النظام، مبينا الحاجة قبل الانتقال لمرحلة التصنيع الكامل إلى إجراء المزيد من الاختبارات مع الجهات المتخصصة بحيث يكون النظام ملائما للتطبيق المباشر ويستخدم على أساس تجاري.
وأشار الحر في هذا السياق إلى توفر فرصة كبيرة للتسويق انطلاقا من ارتفاع فاتورة الوقود عالميا علاوة على الجهود المحمومة لخفض الانبعاث ودلل على ذلك بأن إحدى الدول المتقدمة تصل فاتورتها من الوقود إلى 100 مليون دولار يوميا يمكن أن يخفض النظام الجديد 20 مليون دولار منها في اليوم الواحد.
وحول الاختلافات بين نموذج السيارة البيئية المهجنة التي طرحتها المنظمة وغيرها من السيارات التي تعمل بالهيدروجين من الشركات المصنعة للسيارات، قال الدكتور الحر: «إن سيارتنا تنتج الكهرباء من دون أي تكلفة عن طريق استعادة الطاقة الحرارية المهدورة، الأمر الذي يسهم في الحد من التكاليف والقضاء على الحاجة إلى وجود مصدر كهربائي خارجي».
وشرح ذلك بالقول: إن النظام الجديد يعمل على تشغيل خلايا وقود الهيدروجين الذي يتم فصله عن الأوكسجين من خزان الماء الموجود في السيارة بشكل رئيسي عن طريق مولد حراري صممته المنظمة ويمتاز بقدرته على استرداد الحرارة من غازات العادم لكي يستفاد منها في توليد الطاقة الكهربائية.
ورأى أن السيارة المهجنة التي تم تصميمها وبناؤها بشكل كامل في دولة قطر، تعتبر بمثابة شاهد على حرص المنظمة على مواكبة رؤية قطر الوطنية 2030، وتبرز قدرة قطر على الحد من الأثر البيئي والإسهام في التنمية المستدامة.
وأكد أن استضافة دولة قطر للمؤتمر تتيح منصة عالمية لإيصال الفوائد العملية التي تتحقق من الابتكار والبحوث التي تقوم بها المنظمة من أجل تحقيق الاستراتيجية الوطنية من حيث الارتقاء بجودة الحياة التي تعتبر بدورها أحد المحركات الرئيسة للنمو الاقتصادي المتنوع.
من جانبه قال الدكتور عصام السراج مدير البحث والتطوير بالمنظمة ورئيس الفريق البحثي المبتكر للنظام: إن هذا المشروع سيكون علامة فارقة للحد من انبعاثات الكربون، مضيفا أن استخدام الوقود عالي الطاقة الذي تنعدم منه الانبعاثات مثل الهيدروجين يمثل وسيلة فعالة لتحسين أداء المحركات التي تعمل بالشرارة أو الضغط.
وبيّن أن ثمة طاقة مهدرة في كل سيارة وعلى سبيل المثال تهدر نسبة 40 في المائة من الطاقة عن طريق العادم كما تهدر نسبة 45 في المائة من الطاقة التي يستخدمها المحرك فضلا عن خسائر أخرى للطاقة من خلال آليات التبريد، مبينا أن تحويل هذه الطاقة المهدرة إلى كهرباء هو تحد كبير نجح النظام فيه عن طريق حجز 350 واط من هذه الطاقة المهدرة لتوليد الهيدروجين.
يذكر أن تشغيل السيارة بالنظام المبتكر سيتم في السادسة مساء اليوم بمركز الدوحة للمعارض وستعرض أجهزة قياس ملحقة بالسيارة القراءات والعدادات، في تجربة حية للسيارة الجديدة المعروضة حاليا في إطار فعاليات معرض قطر للاستدامة.
وقد تحقق هذا الابتكار بقيادة معهد المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، التابع للمنظمة، حيث يعتبر المشروع جزءاً من سلسلة برامج للبحوث العلمية المتقدمة من خلال علاقات شراكة وطيدة للمنظمة مع منظمات محلية ودولية تعمل في المجالين الأكاديمي والبحوث التطبيقية.
وتعتبر المنظمة الخليجية للبحث والتطوير مؤسسة قطرية تركز اهتمامها على تغيير طرق تصاميم وبناء وتشغيل الأبنية من خلال الترويج لممارسات البناء الصحية والموفرة للطاقة والموارد.
وتحظى المنظمة الخليجية للبحث والتطوير برعاية شركة لوسيل إحدى الشركات التابعة للديار القطرية، وتهدف لتعزيز وبناء تجمعات محلية وإقليمية ودولية قوية وحيوية وشبكة من المعاهد البحثية والشركات الاستشارية والتكنولوجية والعقارية والمؤسسات والمنظمات الحكومية والمهنية التي لديها اهتمام حقيقي والتزام راسخ لدعم الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، وذلك لمعالجة التحديات البيئية وتمكين مجتمع البناء لاعتماد تطبيقات وممارسات مستدامة.
وتهدف رؤية المنظمة لجعل قطر دولة رائدة في مجال تطوير وتصميم وإنشاء المباني المستدامة، ولجعل المنظمة أحد العناصر الرئيسة الداعمة والمحركة لهذا التحول في المنظور الإنشائي العقاري.
وتدير المنظمة الخليجية للبحث والتطوير البحوث العلمية من خلال برامجها البحثية الخاصة وشراكاتها مع مؤسسات محلية ودولية، من مقاربات بحثية أكاديمية وتطبيقية لمشاركة التكنولوجيا وبناء شبكات لتعزيز البيئة المبنية المستدامة في قطر.
وتتضمن برامج البحوث، على سبيل المثال، المحافظة على الطاقة وتوفيرها، الطاقة المتجددة، المواد، المياه، تدوير النفايات، بالإضافة إلى تطوير قواعد بيانات من مخلفات بناء جديدة وقائمة من ضمنها مشاريع بحثية تجريبية ودراسات الجدوى وتحويلها إلى حقيقة تجارية لتحقيق الأفضل لمستقبل الاقتصاد المحلي والبيئة المبنية المستدامة.